به نام خداوند همه مِهر مِهر وَرز
بخش اول محلقات خطبه فدک
فَاَجابَها أَبُوبَكْرٍ عَبْدُاللّه بْنُ عَثْمانَ، وَ قالَ: صَدَقْتِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللّهِ، لَقَدْ كانَ أَبُوكِ بِالْمُؤْمِنِينَ عَطُوفاً كَرِيماً رَؤُوفاً رَحِيماً، وَ عَلَى الْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً وَ عِقاباً عَظِيماً. وَ اِذا عَزَوْناهُ وَجَدْناهُ أَباكِ دُونَ النِّساءِ، وَ أَخَا ابْنِ عَمِّكِ دُونَ الاْخِلاّءِ. آثَرَهُ عَلى كُلِّ حَمِيمٍ وَ ساعَدَهُ عَلَى الْأَمْرِ الْعَظِيمِ. لايُحِبُّكُمْ اِلاّ سَعِيدٌ، وَ لايُبْغِضُكُمْ اِلاّ شَقِىٌّ بَعِيدٌ!! وَ اَنْتُمْ عِتْرَةُ رَسُولِ اللّهِ الطَّيِّبُونَ، وَ خِيَرَتُهُ الْمُنْتَجَبُونَ؛ عَلَى الْخَيْرِ اَدِلَّتُنا، وَ اِلَى الْجَنَّةِ مَسالِكُنا.
بخش دوم محلقات خطبه فدک
وَ اَنْتِ يا خِيَرَةَ النِّساءِ وَ ابْنَةَ خَيْرِ الاْنْبِياءِ صادِقَةٌ فى قَوْلِكِ، سابِقَةٌ فى وُفُورِ عَقْلِكِ، غَيْرُ مَرْدُودَةٍ عَنْ حَقِّكِ وَ لا مَصْدُودَةٍ عَنْ صِدْقِكِ. وَ وَاللّهِ ماعَدَوْتُ رَأْىَ رَسُولِ اللّهِ وَ لاعَمِلْتُ اِلاّ بِاِذْنِهِ! وَ الرّائِدُ لايَكْذِبُ أَهْلَهُ. وَ قَدْ قُلْتِ وَ اَبْلَغْتِ وَ اَغْلَظْتِ فَاَهْجَرْتِ، وَ اِنِّى اُشْهِدُ اللّهَ «وَ كَفى بِهِ شَهِيداً» اَنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ: «نَحْنُ مَعاشِرَ الاْنْبِياءِ، لانُوَرِّثُ ذَهَباً وَ لا فِضَّةً وَ لا أَرْضاً وَ لا داراً وَ لا عَقاراً، وَ اِنَّما نُوَرِّثُ الْكُتُبَ وَ الْحِكْمَةَ وَ الْعِلْمَ وَ النُّبُوَّةَ، وَ ما كانَ لَنا مِنْ طُعْمَةٍ فَلِوَلِىِّ الْأَمْرِ بَعْدَنا اَنْ يَحْكُمَ فِيهِ بِحُكْمِهِ»! وَ قدْ جَعَلْنا ما حاوَلْتِهِ فِى الْكُراعِ وَ السِّلاحِ، يُقابِلُ بِهِ الْمُسْلِمُونَ وَ يُجاهِدُونَ الْكُفّارَ وَ يُجالِدُونَ الْمَرَدَةَ الْفُجّارَ. وَ ذلِكَ بِاِجْماعٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَمْاَتَفَرَّدْ بِهِ وَحْدِى، وَ لَمْ أَسْتَبِدَّ بِما كانَ الرَّأْىُ فِيهِ عِنْدِى. وَ هذِهِ حالِى وَ مالِى هِىَ لَكِ وَ بَيْنَ يَدَيْكِ لانَزْوِى عَنْكِ وَ لانَدَّخِرُ دُونَكِ. وَ اِنَّكِ اَنْتِ سَيِّدَةُ أُمَّةِ أَبِيكِ، وَ الشَّجَرَةُ الطَّيِّبَةُ لِبَنِيكِ، لانَدْفَعُ مالَكِ مِنْ فَضْلِكِ، وَ لايُوضَعُ مِنْ فَرْعِكِ وَ أَصْلِكِ. حُكْمُكِ نافِذٌ فِيما مَلَكَتْ يَداىَ، فَهَلْ تَرَيْنَ اَنْ اُخالِفَ فى ذلِكَ أَباكِ؟!
بخش سوم محلقات خطبه فدک
فَقالَتْ عليهاالسلام: سُبْحانَ اللّهِ! ما كانَ أَبِى رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله عَنْ كِتابِ اللّهِ صادِفاً، وَ لا لاِحْكامِهِ مُخالِفاً، بَلْ كانَ يَتَّبِعُ أَثَرَهُ وَ يَقْفُو سُوَرَهُ. أَفَتَجْمَعُونَ اِلَى الْغَدْرِ اعْتِلالاً عَلَيْهِ بِالزُّورِ؟ وَ هذا بَعْدَ وَفاتِهِ شَبِيهٌ بِما بُغِىَ لَهُ مِنَ الْغَوائِلِ فى حَياتِهِ.
بخش چهارم محلقات خطبه فدک
ثُمَّ الْتَفَتَتْ عليهاالسلام اِلى أَهْلِ الْمَجْلِسِ وَ قالَتْ لِجَمِيعِ الْمُهاجِرِينَ وَ الاَْنْصارِ: وَ اَنْتُمْ، عِبادَ اللّهِ، نَصْبُ أَمْرِهِ وَ نَهْيِهِ، وَ حَمَلَةُ دِينِهِ وَ وَحْيِهِ، وَ أُمَناءُ اللّهِ عَلى اَنْفُسِكُمْ، وَ بُلَغاؤُهُ اِلَى الْأُمَمِ حَوْلَكُمْ، زَعِيمُ حَقٍّ للّهِِ فِيكُمْ، وَ عَهْدٌ قَدَّمَهُ اِلَيْكُمْ.
بخش پنجم محلقات خطبه فدک
فَقالَ لَها عليهاالسلام أَبُوبَكْرٍ: يا بِنْتَ رَسُولِ اللّهِ، اَنْتِ عَيْنُ الْحُجَّةِ وَ مَنْطِقُ الْحِكْمَةِ. لا أُدْلِى بِجَوابِكِ وَ لا اَدْفَعُكِ عَنْ صَوابِكِ، وَ لكِنِ الْمُسْلِمُونَ بَيْنِى وَ بَيْنَكِ! هُمْ قَلَّدُونِى ما تَقَلَّدْتُ، وَ بِاتِّفاقٍ مِنْهُم أَخَذْتُ ما أَخَذْتُ، غَيْرَ مُكابِرٍ وَ لا مُسْتَبِدٍّ وَلا مُسْتَأْثِرٍ، وَ هُمْ بِذلِكِ شُهُودٌ.
بخش ششم محلقات خطبه فدک
فَالْتَفَتَتْ فاطِمَةُ عليهاالسلام اِلَى النّاسِ وَ قالَتْ: مَعاشِرَ الْمُسْلِمِينَ الْمُسْرِعَةَ اِلى قِيلِ الْباطِلِ، الْمُغْضِيَةَ عَلَى الْفِعْلِ الْقَبِيحِ الْخاسِرِ. «أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ اَقْفالُها». «كَلاّ بَلْ رانَ عَلى» قُلُوبِكُمْ ما اَسَأْتُمْ مِنْ اَعْمَالِكُمْ، فَأَخَذَ بِسَمْعِكُمْ وَ اَبْصارِكُمْ، وَ لَبِئْسَ ما تَأَوَّلْتُمْ وَ سَاءَ ما بِهِ اَشَرْتُمْ وَ شَرَّ ما مِنْهُ اِعْتَضْتُمْ. لَتَجِدُنَّ وَ اللّهِ مَحْمِلَهُ ثَقِيلاً وَ غِبَّهُ وَبِيلاً، اِذا كُشِفَ لَكُمُ الْغِطاءُ، وَ بانَ ما وَرائَهُ الضَّرَّاءُ وَ بَدا لَكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ما لَمْتَكُونُوا تَحْتَسِبُونَ «وَ خَسِرَ هُنالِكَ الْمُبْطِلُونَ».
بخش هفتم محلقات خطبه فدک
قالَ: فَلَمْ يُرَ بَعْدَ الْيَوْمِ الَّذِى قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللّه صلى الله عليه وآله اَكْثَرُ باكِيا وَ لا باكِيَةً مِنْ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ وَ صاحَ النّاسُ، وَارْتَفَعَتِ الاَصْواتُ مِنْ دارِ بَنِى عَبْدِالْمُطَّلِبِ وَ بَعْضِ دُورِ الْمُهاجِرِينَ وَ الاَنْصارِ.
بخش هشتم محلقات خطبه فدک
فَلَمّا بَلَغَ ذلِكَ أَبابَكْرٍ قالَ لِعُمَرَ: تَرِبَتْ يَداكَ! ما كانَ عَلَيْكَ لَوْ تَرَكْتَنِى؟ فَرُبَّما رَفَأْتُ الْخَرْقَ وَ رَتَقْتُ الْفَتْقَ، أَلَمْ يَكُنْ ذلِكَ بِنا اَحَقَّ؟ فَقالَ الرَّجُلُ: قَدْ كانَ فى ذلِكَ تَضْعِيفُ سُلْطانِكَ، وَ تَوْهِينُ كَفَّتِكَ وَ ما اَشْفَقْتُ اِلاّ عَلَيْكَ. قالَ: وَيْلَكَ! فَكَيْفَ بِابْنَةِ مُحَمَّدٍ وَ قَدْ عَلِمَ النّاسُ ما تَدْعُوا اِلَيْهِ، وَ ما نَجِنُّ لَها مِنَ الْغَدْرِ عَلَيْهِ. فَقالَ: هَلْ هِىَ اِلاّ غَمْرَةٌ انْجَلَتْ، وَ ساعَةٌ انْقَضَتْ، وَ كَأَنَّ ما قَدْ كانَ لَمْ يَكُنْ... قَلِّدْنِى ما يَكُونُ مِنْ ذلِكَ. قالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلى كَتِفِهِ، ثُمَّ قالَ: رُبَّ كُرْبَةٍ فَرَّجْتَها يا عُمَرُ.
بخش نهم محلقات خطبه فدک
ثُمَّ نادَى الصَّلاةَ جامِعَةً، فَاجْتَمَعَ النّاسُ وَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللّهَ وَ اَثْنى عَلَيْهِ، ثُمَّ قالَ: أَيُّهَا النّاسُ، ما هذِهِ الرِّعَةُ، وَ مَعَ كُلِّ قالَةٍ أُمْنِيَّةٌ؟ أَيْنَ كانَتْ هذِهِ الاْمانِىُّ فى عَهْدِ نَبِيِّكُمْ؟ فَمَنْ سَمِعَ فَلْيَقُلْ، وَ مَنْ شَهِدَ فَلْيَتَكَلَّمْ، كَلاّ بَلْ هُوَ ثُعالَةٌ شَهِيدُهُ ذَنَبُهُ. لَعَنَهُ اللّهُ، وَ قَدْ لَعَنَهُ اللّهُ. مُرَبٍّ لِكُلِّ فِتْنَةٍ يَقُولُ: كَرُّوها جَذَعَةً ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ مِنْ بَعْدِ ماهَرِمَتْ، كَأُمِّ طِحالٍ اَحَبُّ أَهْلِهَا الْغَوِىُّ. أَلا لَوْ شِئْتُ اَنْ اَقُولَ لَقُلْتُ، وَ لَوْ تَكَلَّمْتُ لَبُحْتُ، وَ اِنِّى ساكِتٌ ما تُرِكْتُ، يَسْتَعِينُونَ بِالصِّبْيَةِ وَ يَسْتَنْهِضُونَ النِّساءَ. و قَدْ بَلَغَنِى ـ يا مَعْشَرَ الاْنْصارِ ـ مَقالَةُ سُفَهائِكُمْ، فَوَ اللّهِ اِنَّ اَحَقَّ النّاسِ بِلُزُومِ عَهْدِ رَسُولِ اللّهِ اَنْتُمْ، لَقَدْ جاءَكُمْ فَآوَيْتُمْ وَ نَصَرْتُمْ، وَ اَنْتُمُ الْيَوْمَ اَحَقُّ مَنْ لَزِمَ عَهْدَهُ. وَ مَعَ ذلِكَ فَاغْدُوا عَلى اَعْطِياتِكُمْ، فَاِنِّى لَسْتُ كاشِفا قِناعا وَ لا باسِطا ذِراعا وَ لا لِسانا اِلاّ عَلى مَنِ اسْتَحَقَّ ذلِكَ، وَ السَّلامُ.
بخش دهم محلقات خطبه فدک
قالَ: فَاَطْلَعَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَأْسَها مِنْ بابِها وَ قالَتْ: أَلِمِثْلِ فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وآله يُقالُ هذا؟! وَ هِىَ الْحَوْراءُ بَيْنَ الاْنْسِ، وَ الْأُنْسُ لِلنَّفْسِ! رُبِّيَتْ فى حُجُورِ الاْنْبِياءِ، وَ تَداوَلَتْها اَيْدِى الْمَلائِكَةِ وَ نَمَتْ فى حُجُورِ الطّاهِراتِ، وَ نَشَأَتْ خَيْرَ مَنْشَأٍ وَ رُبِّيَتْ خَيْرَ مُرَبّى. أَتَزْعُمُونَ اَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وآله حَرَّمَ عَلَيْها مِيراثَهُ وَ لَمْ يُعْلِمْها؟! وَ قَدْ قالَ اللّهُ لَهُ: «وَ اَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الاْقْرَبِينَ». أَفَاَنْذَرَها وَ جاءَتْ تَطْلُبُهُ؟! وَ هِىَ خِيَرَةُ النِّسْوانِ وَ أُمُّ سادَةِ الشُّبّانِ وَ عَدِيلَةُ مَرْيَمَ ابْنَةِ عِمْرانَ وَ حَلِيلَةُ لَيْثِ الاْقْرانِ، تَمَّتْ بِأَبِيها رِسالاتُ رَبِّهِ. فَوَ اللّهِ لَقَدْ كانَ يُشْفِقُ عَلَيْها مِنَ الْحَرِّ وَ الْقُرِّ، فَيُوَسِّدُها يَمِينَهُ وَ يَلْحَفُها بِشِمالِهِ رُوَيْدا! فَرَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله بِمَرْأًى لِغَيِّكُمْ، وَ عَلَى اللّهِ تَرِدُونَ. فَواها لَكُمْ وَ «سَوْفَ تَعْلَمُونَ».
بخش یازدهم محلقات خطبه فدک
ثُمَّ وَلَّتْ، فَاَتْبَعَها رافِعُبْنُ رِفاعَةَ الزُّرَقِىُّ فَقالَ لَها: يا سَيِّدَةَ النِّساءِ، لَوْ كانَ أَبُوالْحَسَنِ تَكَلَّمَ فى هذَا الْأَمْرِ وَ ذَكَرَ لِلنّاسِ قَبْلَ اَنْ يَجْرِىَ هذَا الْعَقْدُ، ما عَدَلْنا بِهِ أَحَدا. فَقالَتْ لَهُ بِرِدَّتِها: اِلَيْكَ عَنِّى! فَما جَعَلَ اللّهُ لِأَحَدٍ بَعْدَ غَدِيرِ خُمٍّ مِنْ حُجَّةٍ وَ لا عُذْرٍ.
بخش دوازدهم محلقات خطبه فدک
لَمّا رَجَعَتْ فاطِمَةُ عليهاالسلام اِلى مَنْزِلِها فَتَشَكَّتْ ـ وَ كانَ وَفاتُها فى هذِهِ المَرْضَةِ ـ دَخَلَ اِلَيْهَا النِّساءُ الْمُهاجِراتُ وَ الاْنْصارِيّاتُ عائِداتٍ، فَقُلْنَ لَها: كَيْفَ اَصْبَحْتِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللّهِ؟
فَحَمِدَتِ اللّهَ وَ صَلَّتْ عَلى أَبِيها، ثُمَّ قالَتْ: أَصْبَحْتُ وَ اللّهِ عائِفَةً لِدُنْياكُنَّ، قالِيَةً لِرِجالِكُنَّ. لَفَظْتُهُمْ بَعْدَ اَنْ عَجَمْتُهُمْ، وَ شَنَأْتُهُمْ بَعْدَ اَنْ سَبَرْتُهُمْ. فَقُبْحاً لِفُلُولِ الْحَدِّ وَ خَوَرِ الْقَناةِ وَ خَطَلِ الرَّأْىِ وَ عُثُورِ الْجِدِّ وَ خَوْفِ الْفِتَنِ! وَ «لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ اَنْفُسُهُمْ، اَنْ سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَ فِى الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ». لا جَرَمَ وَاللّهِ لَقَدْ قَلَّدْتُهُمْ رِبْقَتَها وَ حَمَّلْتُهُمْ أَوْقَتَها وَ شَنَنْتُ عَلَيْهِمْ عارَها. فَجَدْعاً وَ عَقْراً وَ «بُعْدا لِلْقَوْمِ الظّالِمِينَ».
بخش سیزدهم محلقات خطبه فدک
وَيْحَهُمْ! اَنّى زَحْزَحُوها عَنْ رَواسِى الرِّسالَةِ وَ قَواعِدِ النُّبُوَّةِ وَمَهْبِطِ الرُّوحِ الْأَمِينِ بِالْوَحْىِ الْمُبِينِ وَ الطَّبِينَ بِأَمْرِ الدُّنْيا وَ الدِّينِ؟! «أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ». وَ مَا الَّذِى نَقَمُوا مِنْ أَبِىالْحَسَنِ؟ نَقَمُوا وَ اللّهِ مِنْهُ نَكِيرَ سَيْفِهِ وَ قِلَّةَ مُبالاتِهِ لِحَتْفِهِ وَ شِدَّةَ وَطْأَتِهِ وَ نَكالَ وَقْعَتِهِ وَ تَبَحُّرَهُ فى كِتابِ اللّهِ وَ تَنَمُّرَهُ فى ذاتِ اللّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
بخش چهاردهم محلقات خطبه فدک
وَ تَاللّهِ لَوْ تَكافُّوا عَنْ زِمامٍ نَبَذَهُ اِلَيْهِ رَسُولُ اللّه ِصلى الله عليه وآله لاعْتَلَقَهُ؛ وَ لَسارَبِهِمْ سَيْراً سُجُحاً لايَكْلِمُ خِشاشُهُ وَ لا يَكِلُّ سائِرُهُ وَ لايُتَعْتَعُ راكِبُهُ؛ وَ لاَوْرَدَهُمْ مَنْهَلاً نَمِيراً رَوِيّاً صافِياً فَضْفاضاً تَطْفَحُ ضِفَّتاهُ وَ لايَتَرَنَّقُ جانِباهُ؛ وَ لاَصْدَرَهُمْ بِطاناً قَدْ تَخَيَّرَ لَهُمُ الرِّىَّ، غَيْرَ مُتَحَلٍّ مِنْهُ بِطائِلٍ اِلاّ بِغِمْرِ النّاهِلِ وَ رَدْعَةِ سَوْرَةِ السّاغِبِ؛ وَ لَفُتِحَتْ عَلَيْهِمْ «بَرَكاتٌ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ». وَ لكِنَّهُمْ بَغَوْا فَسَيَأْخُذُهُمُ اللّهُ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ. «وَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَ ما هُمْ بِمُعْجِزِينَ»
بخش پانزدهم محلقات خطبه فدک
أَلا هَلُمَّ فَاسْمَعْ وَ ما عِشْتَ اَراكَ الدَّهْرُ عَجَباً، وَ اِنْ تَعْجَبْ فَقَدْ أَعْجَبَكَ الْحادِثُ! اِلى أَىِّ نَحْوٍ اتَّجَهُوا؟ وَ اِلى أَىِّ سِنادٍ اسْتَنَدُوا؟ وَ عَلى أَىِّ عِمادٍ اعْتَمَدُوا؟ وَ بِأَيَّةِ عُرْوَةٍ تَمَسَّكُوا؟ وَ عَلى أَيَّةِ ذُرِّيَّةٍ اَقْدَمُوا وَ احْتَنَكُوا؟ وَ لِمَنِ اخْتارُوا وَ لِمَنْ تَرَكُوا؟ «لَبِئْسَ الْمَوْلى وَ لَبِئْسَ الْعَشِيرُ» وَ «بِئْسَ للظّالِمِينَ بَدَلاً» اِسْتَبْدَلُوا وَ اللّهِ الذُّنابى بِالْقَوادِمِ، وَ الْحَرُونَ بِالْقاحِمِ، وَ الْعَجُزَ بِالْكاهِلِ. فَرَغْماً لِمَعاطِسِ قَوْمٍ «يَحْسَبُونَ اَنَّهُمْ يُحْسِنُونِ صُنْعاً»! «اَلا اِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لايَشْعُرُونَ». وَيْحَهُمْ! «أَفَمَنْ يَهْدِى اِلَى الْحَقِّ اَحَقُّ اَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لايَهِدِّى اِلاّ اَنْ يُهْدى؟ فَمالَكُمْ، كَيْفَ تَحْكُمُونَ؟»
بخش شانزدهم محلقات خطبه فدک
أَما لَعَمْرُ اللّهِ لَقَدْ لَقِحَتْ؛ فَنَظِرَةٌ رَيْثَما تُنْتِجُ. ثُمَّ احْتَلِبُوا طِلاعَ الْقَعْبِ دَماً عَبِيطاً و ذُعافاً مُمْقِراً. هُنالِكَ «يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ»، وَ يَعْرِفُ التّالُونَ غِبَّ ما أَسَّسَ الْأَوَّلُونَ. ثُمَّ طِيبُوا بَعْدَ ذلِكَ عَنْ اَنْفُسِكُمْ نَفْساً، وَ اطْمَإِنُّوا لِلْفِتْنَةِ جَأْشاً؛وَ اَبْشِرُوا بِسَيْفٍ صارِمٍ وَ سَطْوَةِ مُعْتَدٍ غاشِمٍ وَ هَرْجٍ دائِمٍ شامِلٍ وَ اسْتِبْدادٍ مِنَ الظّالِمِينَ، يَدَعُ فَيْئَكُمْ زَهِيداً وَ جَمْعَكُمْ حَصِيداً. فَيا حَسْرَةً لَكُمْ! وَ أَنَّى بِكُمْ وَ قَدْ «عُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ، أَنُلْزِمُكُمُوها وَ اَنْتُمْ لَها كارِهُونَ».
بخش هفدهم محلقات خطبه فدک
فَأَعادَتِ النِّساءُ قَوْلَها عليهاالسلام عَلى رِجالِهِنَّ، فَجاءَ اِلَيْها قَوْمٌ مِنْ وُجُوهِ الْمُهاجِرِينَ وَ الاَنْصارِ مُعْتَذِرِينَ وَ قالُوا: يا سَيِّدَةَ النِّساءِ، لَوْ كانَ أَبُوالْحَسَنِ ذَكَرَ لَنا هذَا الْأَمْرَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نُبْرِمَ الْعَهْدَ وَ نُحْكِمَ الْعَقْدَ لَما عَدَلْنا عَنْهُ اِلى غَيْرِهِ. فَقالَتْ عليهاالسلام: اِلَيْكُمْ عَنِّى، فَلا عُذْرَ بَعْدَ تَعْذِيرِكُمْ وَ لا أَمْرَ بَعْدَ تَقْصِيرِكُمْ.